الطفل لُغةً من طَفَلَ أي الرخص الناعم، كما ورد في المعجم الوسيط، أمّا الطفولة اصطلاحاً فهي مرحلة عُمرية يمُر بها كل كائن حيّ، وأمّا بالنسبة للإنسان فتمتدّ هذه المرحلة مُنذ ولادته حتى يصل للبلوغ، وتختلف من إنسان لآخر، فتنتهي ما بين سنّ 12-18 عاماً، وهي من أهم المراحل التي يمُرّ بها الإنسان، كونه يتعلّم كيفيّة القيام بمهارات الحياة الأساسيّة، لذلك فهو يحتاج لمُلازمة أبويه في هذه المرحلة ليتمكّن من الخروج منها بأكبر فائدة، وشخصيّة قويّة قادرة على مواجهة الحياة ومتطلّباتها.
ظاهرة تشغيل الأطفالإنَّ الاهتمام بالأطفال، من أهمّ أدوار المجتمع الناجح الذي يتطلّع لصناعة مستقبل أفضل؛ لأنَّ الأطفال هم شباب الغد الذين يشكلون قوى المجتمع القادرة على تطويره والنهوض به، والاهتمام بهم وإعدادهم إعداداً سليماً يُمكنهم من تحمل أعباء الحياة والنجاح في مستقبلهم.
أقرت الشريعة الإسلامية والاتفاقيات الدولية والقوانين المحلية عدة حقوق، بهدف حماية الطفل ورعايته في مرحلة يتمّ فيها تشكيل وبناء جسمه وإدراكه وشخصيته، فقد أقرّت منظمة الأمم المتحدة في عام 1989م، مجموعة من القرارت لمنع الاستغلال الاقتصادي للطفل، وألزمت الدول الأعضاء بوضع سنّ أدنى للعمل لا يمكن تجاوزه، وفرض عقوبات على من يتجاوزه.
شاعت ظاهرة تشغيل الأطفال في بعض دول العالم، خاصّة التي تُعاني من الحروب والأزمات السياسيّة والاقتصادية مثل فلسطين التي تُعاني من انتشار كبير لظاهرة عمالة الأطفال، فتشير إحصاءات مركز الإحصاء الفلسطيني إلى وجود 65 ألف عامل من الفئة العمريّة (7-14)، وبشكل عام يتعدّى أصحاب العمل على حقوق الأطفال ويقومون بتشغيلهم في أعمال تحرمهم من طفولتهم، ولا تُمكّنهم من الوصول إلى مستقبلٍ يحلمون به، وتدفعهم إلى التسرّب من مدارسهم وحرمانهم من المرور بمرحلة التعليم الإلزاميّة لتنمية قدراتهم ومهارتهم الأساسية، وتفقدهم القدرة على تحسين مستوى الأداء والتكيف مع التطور التكنولوجيّ، فضلاً عن انتشارالأمراض الاجتماعية المصاحبة لتعطل الأطفال عن دراستهم والتحاقهم بسوق العمل.
أسباب ظاهرة تشغيل الأطفالالمقالات المتعلقة بأسباب ظاهرة تشغيل الأطفال